آخر المواضيع

الاثنين، 17 يونيو 2019

أنا الجديدة








أنا الجديدة / أنا الحبيبة

ليست نزعة نرجسية كما سيتوارى لك للوهلة الأولى، بل حديثُ نفسٍ سَعت كثيرًا لتتخلص من نفسها الأولى، واستطاعت أخيرًا أن تتملص من العوالم حولها و تخرج بانفصال تام داخلة إلى ذاتها حيث هي وهي فقط ، في هذه الأنا  لا يهمني أبدًا من بقي في دائرة القرب، أو غاب في أمداء البعد، ولا ما عنّي سيُقال، أكبرًا كان أو انشغال ، أو غطرسة أو انعزال ، لا يهم ، ولعلي بصفاتي الجديدة ( سألهمهم) ببعض الصفات ليُلقوها عليّ بكل نفاقهم واستحقاقي ، أنا الآن - وكم كنتُ أخشى أن أقول أنا  - بل كم استعذتُ منها ، فأُبعدتُ عنها ، كنتُ أستعيذُ مني طيلة عمري  إلى أن فقدتُني وفقدتُ شعوري بي وبحاجتي إليّ ، كنتُ لهم ولحاجتهم ولسعادتهم فاستنفذتُني إلى أن نفذتُ تمامًا ، ثم ها أنا ذي أستعيدُني ،  نعم أنا الآن لستُ من أنا القديمة إلا بالاسم ( نورة ) ولعله الشيء الوحيد الذي أحببته فيها من قبل وسأحبه فيها إلى الأبد ..

 أنا وكم مرة قلتُ أنا إلى الآن ؟:)  لكم اشتقتُ لقولها والعيش بها ومعها ولأجلها .. 

أنا الآن شخصية منفتحة للداخل،  حيث هي فقط و تفاصيلها النفسية ،والذاتية التي كادت تتلاشى باسم الإيثار ومبادئ المسؤولية التي تُزكيها الإنسانية الموجهة ، أنا الآن كل اتجاهاتي ( ذاتي ) وكل قِبلاتي ( قلبي ) حياة جديرة بي ، جديدة عليهم ( أنا الجديدة )  بالمناسبة وكأن الاسم ليس غريبا عليّ  فقد تذكرت أني منذ سنوات حفظت رقمي الخاص في هاتفي العام باسم كتبته من باب الدعابة فقط حيث سجلت أسماء أهلي وأخواتي ، وذيلتها بالحبّ أمي الحبيبة أختي الحبيبة ، ثم كتبت " أنا الحبيبة " وضحكت كثيرًا حينها ، ثم قررت أن أحتفظ بالاسم كما هو ، وكنتُ كلما مررت به أتأمله كثيرًا وأقول أين هي ( أنا الحبيبة ) مني ؟!
كنت أشعر أن هناك جزء مني أحبّه كثيرًا  في هذا الاسم ، وفي هذا الهاتف الخاص ، نعم ( خصوصيتي ) وعالمي الهادئ البعيد جدًا عن الناس و التعامل معهم ومجاملتهم ومكابدتهم ، حيث أنا فقط ومن أحب.. 

تضحك أختي كثيرًا حين ترى الاسم في سجل الاتصالات فانا كثيرًا ما أبحث عن أحد هاتفيّ بالآخر، ودائمًا أخبرها أني سأقوم بتغييره فيما بعد  لكن في الحقيقة هناك شيء في داخلي يحبّه،  إنني أبحث عنّي منذ زمن وعن عالم الأنا الذي طالما تجاهلته بحججٍ كثيرة ،
 ولكم استأثر بي عالم الـ ( هُم ) /الـ (هَم)  وتعاطي الحياة بالمشاركة فقط ، 

إني الآن أجدني أخيرًا، وإن كانت هذه ( الأنا ) ضعيفة جدًا ، متعبة وَجْدًا ، لكن سيكفيني أني وجدتها وإن تأخر ذلك كثيرًا وإن وجدت نفسي فما الذي سيعنيني بعدها ؟ 

وليذهب الجميع إلى الجنة :) 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

authorمرحبا، مدونتي تضم مقالاتي وخواطري وبعض أبياتي ومختاراتي أهلاً بكم
المزيد عني →

التصنيفات

التسميات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *