آخر المواضيع

الجمعة، 4 يناير 2019

رمضان في الذاكرة

ما إن يقال رمضان إلا وغيمة من راحة و رضا تهطل بسخاء على أرواحنا ، ونشعر أن قلوبنا تخلع كل علائقها وتنظر للسماء ، فهي تعلم أنه الشهر الذي يصلها بخالقها ويريها الجنة مشرعة الأبواب ، و هو حبل النور الذي يصل بين خطيئة الأرض وطهارة السماء بتوبة وأوبة ، فتظل تدعو الله طيلة أيام السنة أن يبلغها رمضان .
و يأتي رمضان ويفتح أبواب الذاكرة أيضاً ، ليعبرنا جيشٌ من الذكريات الجميلة فيه ..
صورٌ متوهجة ساطعة بالنور ، براويزها مآذن الحرمين و صداها صوت له انتعاش الماء على هالك الظمأ يفيض غيثاً من حناجر الأئمة بتلاوة خاشعة تروي الأفئدة وتشفي الصدور .
وله أيضاً صورة مجتمعية عظيمة منسجمة الألوان والأركان كانسجام تلك الأرواح التي تجتمع على أرائك الحب والألفة والصلة وفواكه الموائد ، وشاشات التلفاز ( الصغيرة ) والبرامج الهادفة اليسيرة .
على مائدة الإفطار والشيخ علي الطنطاوي رحمه الله .. صوت ما زال يطرق أسماع القلب بهمّة وعلم وفكرٍ وأدب .
الفوازير .. وحناجر بريئة تترنم بأحجية بسيطة تدس إجابتها في كلماتها وتلميحات العم مشقاص وابتسامته المبهجة .
بابا فرحان وعيد وسعيد ( الي دائماً يجيبون العيد ) .. وبرامج المسابقات الممتعة الهادفة والخالية من الشحوم العارية والمواد الهابطة ..
والمسلسلات التاريخية الجميلة المثرية التي تحكي التاريخ بمصداقية دون أن يدسَ فيها بعض المآرب الدرامية والإنتاجية ، بلغة واضحة فصيحة وصحيحة .
وبرامج جميلة و كثيرة ما زالت محفورة في ذاكراتنا وما زلنا نحتفظ بها كإرث عظيم كان لنا ولم يكن لغيرنا ، رغم ما مرّ عليها وما استحدث بعدها لكنها تظل تتراءى لنا كلما قيل رمضان ، وكلما عاد إلينا ، لأنها فريدة وقليلة وبسيطة و( لا تشبه غيرها ) .
ومازال رمضان ينحت في ذاكرتنا أجمل اللحظات والمواقف وأسعدها .. ليبقينا دائما على قيد الحنين له والشوق لبلوغه كما كنّا وكان ، في أمن وأمان مع الأهل والأحبة والإخوان .
اللهم بارك لنا فيما بقي لنا من الشهر ووفقنا لإتمامه وارزقنا فيه القبول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

authorمرحبا، مدونتي تضم مقالاتي وخواطري وبعض أبياتي ومختاراتي أهلاً بكم
المزيد عني →

التصنيفات

التسميات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *